يوتيوب تفاجئ الجميع: إعلانات لا تُقهر ومجانًا لمن يدفع فقط!

يوتيوب تفاجئ الجميع: إعلانات لا تُقهر ومجانًا لمن يدفع فقط!

يوتيوب تفاجئ الجميع إعلانات لا تُقهر في أهم لحظات الفيديو ومجانًا لمن يدفع فقط

لم أكن أتخيل أن اللحظة التي كنت أنتظرها منذ خمس دقائق وأنا أشاهد فيديو تعليمي على يوتيوب ستكون اللحظة التي تقطعها منصة الإعلانات فجأة وكأنها تعرف متى أكون في قمة التركيز لتوجه لي صفعة دعائية غير قابلة للتخطي خمس عشرة ثانية كاملة من إعلان عن منتج لم أطلبه ولم أفكر فيه يوما لكنها تعرف أنني لن أغادر الفيديو الآن لأنني ببساطة مستثمر فيه

المشكلة أن هذه الظاهرة لم تعد نادرة بل أصبحت سلوكًا جديدًا وكأن خوارزميات يوتيوب مدربة خصيصًا على اختيار اللحظة الأكثر حساسية في الفيديو لتلقي بك إلى عالم مختلف تماما عن محتوى ما كنت تتابعه أحيانًا إعلان عن لعبة بصوت مرتفع وأحيانًا أخرى إعلان سياسي أو حتى إعلان عن دورات تطوير الذات كل شيء مباح مادمت غير مشترك في يوتيوب بريميوم

يوتيوب Premium هو الحل الوحيد اليوم لتجربة خالية من الإعلانات لكن السؤال هو هل من العدل أن تُحتجز التجربة الكاملة خلف جدار مالي؟

عندما أطلقت يوتيوب خدمتها المدفوعة لم يكن أحد يتوقع أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة إعلانات في كل زاوية توقيتات محسوبة كأنها مفخخة وأصبح من الصعب إقناع نفسك بأن التجربة المجانية ما زالت عادلة

بصفتي مستخدم قديم للمنصة أتذكر الأيام التي كنا نستمتع فيها بمحتوى نقي الإعلانات كانت موجودة لكنها غير مزعجة وكانت مقدمة الفيديو هي المكان الوحيد تقريبًا الذي قد يظهر فيه إعلان بسيط بل أحيانًا كنت أتجاوزه دون أن أشعر اليوم الأمر مختلف

يوتيوب قررت أن تعيد تعريف كلمة مجانية بطريقة جديدة مجانية تعني أنك ستدفع من وقتك أعصابك تركيزك وربما حتى خصوصيتك في المقابل إن كنت على استعداد للدفع فستحصل على ما يُشبه الحلم لا إعلانات تشغيل بالخلفية مشاهدة بدون انقطاع وبعض الميزات الإضافية التي قد لا يهتم بها الكثيرون لكن فكرة المشاهدة الخالية من المقاطعة بحد ذاتها كافية لتجعل آلاف المستخدمين يفكرون في الاشتراك شهريًا

قبل أشهر قررت أن أجرب بنفسي واشتركت في يوتيوب بريميوم لمدة شهر لم أكن أتصور كم كانت الإعلانات تستهلك من وقتي وتركيزي اكتشفت أنني أستطيع مشاهدة ثلاث أو أربع مقاطع أكثر من المعتاد لأنني لم أعد أتعطل كل بضع دقائق بسبب إعلان شعرت حرفيا وكأنني عدت للنسخة القديمة من الإنترنت حين كان الويب أكثر براءة وأقل جشعًا

لكن لماذا تلجأ يوتيوب لهذا النهج العدواني مع المستخدمين المجانيين ببساطة الجواب هو الأرباح المنصة لم تعد فقط مكانًا للمبدعين بل تحولت إلى ماكينة إعلانية ضخمة تحقق مليارات من الدولارات سنويًا كل ثانية تُشاهد فيها إعلان تعني أرباحًا ضخمة لمعلنين يريدون جذب انتباهك بأي ثمن

أضف إلى ذلك أن السوق أصبح أكثر تنافسية تواجد تطبيقات مثل تيك توك ونتفلكس وسبوتفاي جعل من يوتيوب مضطرة لتعظيم أرباحها بأكبر قدر ممكن من المستخدمين الحاليين دون الاعتماد فقط على عدد المشاهدات بل أيضًا على التفاعل والإعلانات المدفوعة والمشتركين الدائمين

أعرف شخصيًا من أصدقائي من توقفوا عن استخدام يوتيوب تمامًا بسبب الإعلانات المزعجة أحدهم قال لي حرفيا إن إعلانًا ظهر له أثناء مشهد مؤثر في فيديو وثائقي جعله يغلق التطبيق ويبحث عن بدائل مثل فيمو أو حتى مشاهدة الأفلام من مصادر مختلفة أقل إزعاجًا

لكن على الطرف الآخر هناك من يرى أن دفع القليل مقابل خدمة خالية من الإعلانات هو أمر عادل بعضهم يعتبر أن اشتراك بريميوم لا يتعدى ثمن كوب قهوة يوميًا وبالمقابل ستحصل على تجربة مميزة دون مقاطعات ودون شعور بالاستغلال

ما بين هذا الرأي وذاك تبقى الحقيقة المرة أن المنصة المجانية التي أحببناها سابقًا لم تعد كما كانت اليوم إن لم تدفع فستكون مشاركًا في تجربة تجارية كاملة تقطع عليك تركيزك وتخترق مساحتك وتجبرك على مشاهدة ما لا ترغب فيه

لكن مهلاً هل هذا التحول هو النهاية لا أعتقد فهناك دائمًا فرصة لأن تستمع يوتيوب لملاحظات المستخدمين ولعل الضغط المتزايد والانتقادات قد يدفعها لإعادة التفكير في طريقة عرض الإعلانات أو على الأقل تحسين توقيتاتها

شخصيًا أتمنى لو كانت هناك خيارات وسطى مثل دفع مبلغ رمزي لمرة واحدة أسبوعيًا أو شهريًا دون الحاجة إلى الاشتراك الكامل أو السماح باختيار نوعية الإعلانات أو توقيتاتها لأن شعورك بأنك مجبر على مشاهدة إعلان في لحظة درامية أو تقنية حرجة هو ما يجعل التجربة أسوأ بكثير من مجرد وجود إعلان

ومن زاوية أخرى يجب أن نعترف أن الإعلانات بحد ذاتها ليست المشكلة الأساسية بل كيفية إدارتها وتوقيتها وتحكم المستخدم فيها تخيل لو كنت قادرًا على تأجيل إعلان معين أو اختياره في نهاية الفيديو بدلًا من منتصفه ألن تكون التجربة أفضل بكثير

في النهاية

يوتيوب ليست مجرد منصة بل هي جزء من حياتنا اليومية ملايين الأشخاص يعتمدون عليها في التعلّم الترفيه وحتى العمل لذلك من المهم أن تكون العلاقة بين المنصة والمستخدم مبنية على احترام ووضوح وعدالة خاصة عندما يتعلق الأمر بالوقت والتركيز

فإن كان الخيار بين الاستمرار في مشاهدة الفيديوهات مع إعلانات لا تُحتمل أو دفع مقابل لتجنبها سيبقى هذا قرار شخصي لكن من المهم أن نشير إلى أن التجربة المجانية التي تعلن عنها يوتيوب لم تعد مجانية كما كنا نعرفها بل أصبحت مشروطة ومجزأة ولا تشبه تلك الأيام التي كنا نشاهد فيها الفيديو كاملاً دون أن يُقاطعنا أحد

وأنت ماذا عنك هل ما زلت تتحمل الإعلانات أم أنك استسلمت واشتركت في يوتيوب بريميوم أم أنك هجرت المنصة إلى خيارات أخرى؟

الاسالة شائعة

لماذا أصبحت إعلانات يوتيوب أكثر عدوانية في توقيتها؟

لأن خوارزميات يوتيوب أصبحت موجهة لاختيار اللحظات الأكثر تفاعلًا وتركيزًا للمشاهد، لعرض الإعلانات فيها بهدف زيادة فعالية الإعلان وتحقيق أرباح أكبر من المعلنين.

هل يوتيوب بريميوم هو الحل الوحيد لتجربة خالية من الإعلانات؟

حاليًا نعم يوتيوب بريميوم يقدم تجربة مشاهدة خالية من الإعلانات، مع مزايا إضافية مثل التشغيل بالخلفية وتحميل المقاطع مما يجعل الاشتراك هو الخيار الوحيد للتخلص من الإعلانات تمامًا.

لماذا ترفض يوتيوب تقليل الإعلانات للمستخدمين المجانيين؟

لأن يوتيوب تعتمد بشكل كبير على الإعلانات كمصدر دخل رئيسي خاصةً مع المنافسة الشديدة من منصات أخرى، لذا فهي تفضل الضغط على المستخدم المجاني لدفعه للاشتراك بدلاً من تخفيف الإعلانات.

هل الاشتراك في يوتيوب بريميوم يستحق الثمن؟

يعتمد ذلك على نمط استخدامك. إذا كنت تقضي وقتًا طويلاً على المنصة وتتضايق من الإعلانات فإن الاشتراك قد يكون صفقة جيدة مقابل راحة البال وتجربة غير مقطوعة.

هل توجد حلول وسط بين يوتيوب المجاني والبريميوم؟

للأسف لا توجد حتى الآن حلول وسط رسمية. بعض المستخدمين يأملون في توفير باقات مرنة مستقبلاً مثل اشتراك أسبوعي رمزي أو خيارات تخصيص نوع الإعلانات.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(حسنا، متابعة ☑️) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك في استخدامه 🔥. Check Now
Ok, Go it!