تيك توك والشركة المالكة لها يواجهان أزمة في أوروبا

تيك توك في مرمى النيران الأوروبية: هل تقترب النهاية أم مجرد بداية معركة جديدة؟

تيك توك والشركة المالة لها يواجهان أزمة في أوروبا

تخيل أنك تستيقظ كل صباح لتجد تطبيق تيك توك لا يزال يحتل مكانه الأول على هاتفك رغم كل الفضائح والمشاكل التي تحوم حوله كأن شيئًا لم يكن لكن خلف هذا الهدوء الظاهري تدور معارك شرسة في أروقة السياسة الأوروبية ومكاتب المحاماة وأجهزة الأمن السيبراني تيك توك المنصة التي غيّرت طريقة تفاعل الشباب مع الإنترنت تواجه اليوم أزمة غير مسبوقة في القارة العجوز وربما تكون هذه الأزمة نقطة التحول الأهم في تاريخها


الأزمة ليست وليدة اللحظة

لنكن واقعيين ما يحدث الآن ليس مفاجئًا تمامًا تيك توك المملوكة لشركة ByteDance الصينية لطالما كانت تحت المجهر في أوروبا والولايات المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية الأمان ونفوذ الحكومة الصينية على شركاتها التقنية الفرق اليوم أن الصوت الأوروبي أصبح أعلى وأكثر وضوحًا وربما أكثر شراسة مما توقعته إدارة تيك توك

العديد من الدول الأوروبية بدأت فعلاً في اتخاذ خطوات حازمة مثل حظر التطبيق على أجهزة الموظفين الحكوميين أو فتح تحقيقات رسمية تتعلق بطريقة جمع البيانات واستغلالها هل هذا يعني أن التطبيق في طريقه للحظر الكامل في أوروبا؟ شخصيًا لا أعتقد أن الأمور ستصل إلى هذا الحد بسهولة ولكن الخناق يضيق


خلفيات سياسية... أم حماية حقيقية للمستخدمين؟

دعونا نكون صريحين هنا لا يمكننا تجاهل أن جزءًا من هذه المعركة له طابع سياسي بحت نحن نتحدث عن تطبيق صيني يحظى بشعبية جارفة بين الشباب الأوروبي بينما تحاول أوروبا والغرب بشكل عام الحد من النفوذ التكنولوجي القادم من بكين المعركة إذن ليست فقط حول الخصوصية بل هي جزء من صراع نفوذ أوسع

لكن هل هذا يعني أن مخاوف المستخدمين الأوروبيين غير حقيقية؟ بالطبع لا هناك أدلة وتقارير بعضها رسمي وبعضها صحفي استقصائي تؤكد أن التطبيق يجمع كمية ضخمة من البيانات بعضها قد يكون حساسًا للغاية تخيّل لو أن كل تحركاتك على التطبيق اهتماماتك وحتى الوقت الذي تقضيه على فيديوهات معينة يُستخدم لبناء ملف نفسي عنك يُباع لاحقًا لأغراض إعلانية أو سياسية... هل تبقى مرتاحًا باستخدامه؟


القصة من الداخل: كيف يرى المستخدمون الأزمة؟

تحدثت مؤخرًا مع صديقي كريم وهو صانع محتوى شاب في باريس يتابعه أكثر من 200 ألف شخص على تيك توك سألته عن رأيه في هذه الأزمة قال لي: أنا فعليًا قلق مش لأنه ممكن ينحظر التطبيق بس لأنه مافي بديل يعطيني نفس الانتشار فيسبوك وإنستغرام مو بنفس السرعة ويوتيوب شورتس ما زال ضعيف مقارنة بتيك توك

هذه القصة تكررت بأشكال مختلفة مع أكثر من صانع محتوى تحدثت إليهم التوتر موجود لكن في نفس الوقت هناك حالة من الإنكار الجماعي كأن الجميع يعرف أن السفينة تغرق لكن لا أحد يريد أن يقفز منها أولًا


تيك توك تحاول الدفاع... لكن هل هذا كافٍ؟

من جانبها تحاول شركة ByteDance أن تظهر وكأنها تملك زمام الأمور أعلنوا مؤخرًا عن مبادرة تُدعى Project Clover وهي محاولة لنقل بيانات المستخدمين الأوروبيين إلى خوادم محلية داخل الاتحاد الأوروبي وتحت إشراف شركات أمن معلوماتية محلية خطوة جيدة؟ ربما لكنها جاءت متأخرة

لما تقرأ تفاصيل هذه المبادرة تلاحظ أنها أقرب إلى محاولة تجميل الصورة بدلًا من معالجة جذور المشكلة ما زالت الشركة الأم موجودة في الصين وما زالت تخضع لقوانين صينية قد تُجبرها على مشاركة البيانات مع الحكومة متى طُلب منها ذلك هذه هي النقطة الجوهرية التي تُقلق الأوروبيين


ماذا عن الشباب؟ هل يدركون ما يجري؟

ربما هذا هو الجانب الأكثر إثارة للقلق الجيل الجديد من عمر 12 حتى 25 هو الشريحة الأكبر على تيك توك كثير منهم لا يهتم أصلًا بمن يملك التطبيق أو أين تُخزن البيانات أو حتى ما إذا كانت هناك مخاطر على المدى البعيد بالنسبة لهم تيك توك هو مجرد منصة ممتعة فيها تحديات فيديوهات رقص وميمز لا تنتهي

أذكر أنني تحدثت إلى مجموعة من المراهقين في مقهى بلندن وسألتهم عن رأيهم في إمكانية حظر تيك توك معظمهم ضحك وقال بيلاقوا غيره لكن لما سألت طيب بتعرفوا شو بيصير ببياناتكم؟ أجاب أحدهم لا بس شو المشكلة؟ كل التطبيقات بتسحب بيانات هذا التصريح وحده كافٍ لفهم مدى الفجوة بين المستخدمين والواقع الأمني والسياسي المحيط بالتطبيق


إلى أين تتجه الأمور؟

من وجهة نظري نحن أمام أحد السيناريوهين


  1. تيك توك تتخذ خطوات جذرية لإعادة بناء الثقة تشمل فصل عملياتها الأوروبية بالكامل عن الصين مع شفافية مطلقة في ما يتعلق بالبيانات وربما حتى إدخال شريك أوروبي في الإدارة هل هذا ممكن؟ نظريًا نعم واقعيًا... صعب
  2. أو يتم تقييد التطبيق بشكل تدريجي في أوروبا عبر فرض قوانين صارمة وربما حظر جزئي في بعض الدول مما يقلل شعبيته تدريجيًا ويجبر المستخدمين على البحث عن بدائل

خلاصة شخصية

أنا لست من محبي الحظر الكامل وأؤمن بحرية الإنترنت لكن عندما يتعلق الأمر بالأمن الرقمي والسيادة التقنية تصبح الموازنة ضرورية تيك توك قد يكون ترفيهيًا لكنه ليس بريئًا بالكامل وكما أن المستخدمين يستمتعون بالمحتوى يجب أن يكونوا على وعي أيضًا بمن يتحكم في هذه المنصة

ربما وربما فقط تكون هذه الأزمة فرصة لإعادة التفكير في علاقتنا مع التكنولوجيا وطرح السؤال الأهم هل كل شيء مجاني على الإنترنت يستحق الثقة؟


الاسالة شائعة

هل تيك توك يُعتبر تهديدًا للأمن القومي الأوروبي؟

تشير التحقيقات والتقارير إلى وجود مخاوف جدية تتعلق باستخدام بيانات المستخدمين بطرق قد تُهدد الخصوصية والأمن الرقمي.

ما هو مشروع Project Clover؟

هو مبادرة من ByteDance لنقل بيانات الأوروبيين إلى خوادم محلية تحت إشراف شركات أوروبية لتحسين الشفافية والثقة.

هل الشباب الأوروبي يهتم بمخاطر الخصوصية؟

غالبية المستخدمين الشباب غير مدركين تمامًا لحجم المخاطر الأمنية المرتبطة باستخدام التطبيق.

هل سيتم حظر تيك توك في أوروبا بالكامل؟

من غير المرجح أن يتم الحظر الكامل في القريب العاجل لكن قد يتم فرض قيود صارمة تقلل من انتشاره.

ما البدائل المتاحة في حال حُظر تيك توك؟

يوتيوب شورتس إنستغرام ريلز وسناب شات قد تكون بدائل ممكنة لكن لم تصل بعد لنفس مستوى التأثير.


إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(حسنا، متابعة ☑️) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك في استخدامه 🔥. Check Now
Ok, Go it!