![]() |
التكنولوجيا تقفز بالمستحيل إلى الواقع!
تخيل أن تكون قادرًا على تحريك مؤشر الكمبيوتر أو كتابة رسالة بمجرد التفكير دون لمس أي جهاز أو إصدار صوت قد يبدو ذلك وكأنه مشهد من فيلم خيال علمي ولكن الحقيقة أن هذا المستقبل أصبح واقعًا بفضل تقنية Neuralink – مشروع رائد من شركة إيلون ماسك – التي تهدف إلى تمكين الدماغ من التواصل مباشرة مع الحواسيب
من هو براد سميث؟ وقصته الملهمة مع التصلب الجانبي الضموري (ALS)
براد سميث رجل في الـ38 من عمره كان يعيش حياة نشطة حتى تم تشخيصه بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) وهو مرض عصبي نادر يؤدي تدريجيًا إلى فقدان السيطرة على العضلات هذا المرض غالبًا ما يكون مميتًا خلال خمس سنوات
رغم قسوة المرض لم يستسلم براد بل قرر المشاركة في تجربة طبية ثورية أجرتها شركة Neuralink أصبح ثالث مريض يخضع لزرع شريحة عصبية دقيقة داخل دماغه وكان لذلك تأثيرٌ هائلٌ على حياته
ما هي تقنية Neuralink؟ وكيف تعمل؟
Neuralink هي شريحة إلكترونية صغيرة بحجم عملة معدنية تُزرع جراحيًا في القشرة الحركية للدماغ حيث تقوم بالتقاط الإشارات العصبية وتحويلها إلى أوامر رقمية يفهمها الحاسوب
أبرز ميزات شريحة Neuralink:
- سرعة التقاط الإشارات كل 15 مللي ثانية
- التواصل عبر البلوتوث دون أسلاك
- تحكم دقيق في المؤشر وتنفيذ الأوامر
- حرية وخصوصية كاملة للمستخدم
كيف استخدم براد سميث الحاسوب بعقله؟
بدأ الأمر بتدريب النظام على قراءة الإشارات الناتجة عن محاولة براد لتحريك يده المتخيلة لكن التقنية لم تكن فعالة كليًا في البداية فقام الباحثون بابتكار طريقة جديدة ربط الإشارات الدماغية بحركات لا إرادية مثل تقلصات الفك واللسان التي بقيت تحت سيطرة براد
بعد ذلك تمكّن من التحكم الكامل بالفأرة الكتابة واستخدام برامج معقدة مثل تحرير الفيديو بل وحتى استعادة صوته الطبيعي عبر الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي يعيد صوت براد سميث
من الابتكارات اللافتة في التجربة استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل تسجيلات صوتية قديمة لبراد وإنشاء نموذج صوتي يحاكي صوته الأصلي بدقة اليوم يمكنه التحدث بصوته حتى دون القدرة على النطق فعليًا
هذا الإنجاز لم يكن فقط تقنيًا بل إنسانيًا بامتياز إذ ساعده على استعادة كرامته وتواصله مع محيطه
مقارنة بين Neuralink والأجهزة المساعدة التقليدية
الميزة | Neuralink | الأجهزة التقليدية |
---|---|---|
سرعة الاستجابة | لحظية (15 مللي ثانية) | بطيئة نسبيًا |
الدقة | عالية | محدودة |
الراحة | لا تحتاج أدوات خارجية | تتطلب أجهزة تتبع أو مفاتيح |
الخصوصية | تفكير المستخدم فقط يُستخدم | يمكن رصد الحركات الخارجية |
مستقبل الواجهات الدماغية: هل سنتواصل بعقولنا فقط؟
إيلون ماسك صرّح بأن الهدف النهائي لـ Neuralink لا يقتصر على مساعدة المرضى بل يشمل تطوير واجهات عالية النطاق تسمح لجميع البشر بالتواصل مع الأجهزة عبر التفكير فقط
تصور أن تتعلم مهارة جديدة أو لغة أو تتصل بشخص آخر بمجرد التفكير هذه ليست أحلام خيال علمي فقط بل خطط تبحثها الشركات التقنية الكبرى
التحديات التي تواجه تقنية Neuralink
رغم التفاؤل لا تزال هناك عدة تحديات:
- المخاطر الجراحية تتطلب زراعة دقيقة في الدماغ
- الجانب الأخلاقي هل من الصحيح تعديل الدماغ البشري؟
- الخصوصية كيف نحمي البيانات العصبية؟
- التكلفة هل ستُتاح التقنية لعامة الناس؟
روابط مفيدة (مصادر خارجية):
الاسالة شائعة
هل زراعة شريحة Neuralink آمنة؟
حتى الآن لم تُسجّل مضاعفات خطيرة وتُجرى العمليات باستخدام روبوتات جراحية متقدمة
هل يمكن إزالة الشريحة؟
نعم يمكن إزالة الشريحة في حال وجود حاجة لذلك أو تطور التكنولوجيا
كم تكلفة زراعة الشريحة؟
لم يتم الإعلان الرسمي عن السعر لكن الشركة تهدف إلى خفض التكاليف بشكل كبير
من يمكنه التقدم لتجربة الشريحة؟
حاليًا التجارب مقتصرة على المرضى ذوي الإعاقات الشديدة وتحت إشراف طبي مشدد
خلاصة: خطوة صغيرة للتقنية قفزة عملاقة للبشرية
قصة براد سميث تُثبت أن التكنولوجيا عندما تُوظف بذكاء وإنسانية يمكن أن تعيد الأمل لمن ظنوا أنه قد فُقد عبر شريحة بحجم عملة استعاد براد قدرته على التواصل والعمل
إنها بداية مستقبل جديد حيث يمكن للعقل البشري أن يتفاعل مع الآلة بطرق لم نعهدها من قبل