![]() |
مايكروسوفت: أكبر جولة تسريحات منذ عام 2023
في مطلع عام 2025 ضربت موجة تسريحات واسعة قطاع التكنولوجيا العالمي لتعيد تشكيل خطوط القوى في سوق العمل التكنولوجي لا يقتصر التأثير على الشركات الناشئة أو المتوسطة بل يمتد إلى عمالقة الصناعة مثل مايكروسوفت وجوجل هذه الموجة التي جاءت بعد تعداد غير مسبوق من عمليات التوظيف في أعقاب جائحة كورونا أجبرت الشركات الكبرى على ضبط الحجم للتوافق مع الواقع الاقتصادي الجديد
مايكروسوفت: أكبر جولة تسريحات منذ عام 2023
في 13 مايو 2025 أعلنت مايكروسوفت رسمياً عن تسريح نحو 6000 موظف ما يمثل حوالي 3% من قوتها العاملة العالمية وهو أكبر خفض للوظائف منذ موجة يناير 2023
جاءت هذه الخطوة ضمن خطوات هيكلية استهدفت تصغير الطبقات الإدارية وزيادة التركيز على مهارات الذكاء الاصطناعي خاصة في فرق الهندسة والبنية التحتية وفي أسواق معينة - مثل ولاية واشنطن - تأثر نحو 2000 موظف مباشرة
الهدف بحسب تصريحات الشركة هو إعادة تخصيص الموارد نحو البنية الأساسية للذكاء الاصطناعي وضبط مستويات الأداء والكفاءة الإدارة والابتكار
جوجل: إعادة الهيكلة تلمس الأقسام الأساسية
لم تكن جوجل بمنأى عن هذه الموجة فقد أعلنت عن إلغاء مئات الوظائف في مايو شملت فرق Platforms & Devices ومساحات أخرى مثل Android وCloud وPixel وChrome
وفي بعض الحالات تم تقديم برنامج خروج طوعي للموظفين كجزء من تخفيض شامل للتكاليف وتحسين الفعالية على المدى الطويل
الشركة اعتمدت أدبيات مماثلة لمايكروسوفت مؤكدة أن الغرض ليس الأداء أو التقليل من الكفاءات بل تنظيم الهيكل الإداري وتضمين الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق
أمثلة أخرى من العمالقة تصلب ساحة الاقتصاد
أمازون: أسقطت نحو 100 موظف في قطاع الأجهزة والخدمات مثل Alexa وEcho وRing وZoox في مايو ضمن إعادة توجيه التركيز على الاستراتيجية المستقبلية للمنصات
ميتا (فيسبوك سابقاً): ألمحت إلى تسريح نحو 3600 موظف على خلفية الأداء ومحاولات لإعادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
إنتل: أعلنت عن تخفيض بنسبة تصل إلى 20% من قوتها العاملة مع توجيه جهود قوية نحو تعزيز تصنيع وتصميم رقائق أكثر تنافسية
سلازفورس لينكدإن HP ديزني Match Group وغيرها تبنت خططاً مماثلة ضمن موجة التقشف التكنولوجية
إطار عام: لماذا يحدث ذلك الآن؟
أ. تصحيح بحجم ما بعد الجائحة
📈 شهدت الأعوام 2021–2022 توسعًا كبيرًا في التوظيف لدى شركات التكنولوجيا لكن هذا التوسع فاق الطلب بعد انحسار الجائحة ما دفع إلى تصحيح الهيكل التنظيمي
ب. ضغوط اقتصادية عالمية
مع ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة وتأثيرات التوترات التجارية أصيب العديد من الشركات بضغطين مزدوجين الخفض في الإيرادات والزيادة في التكاليف
ج. انتقال الكتلة نحو الذكاء الاصطناعي
في ظل سباق محموم نحو AI باتت الميزانيات تُركّز على البنية التحتية التقنية والمعرفة السيبرانية بدلًا من إدارات دعم أو طبقات إدارية تراكُبية
د. إعادة أولويات النشاط التجاري
الطموحات المستقبلية تنصب على إنتاج منتجات وخدمات أسرع وأكثر مرونة لذا تُعِدّ الشركات نفسها من خلال ضبط هيكلها البشري بما يتسق مع هذه الرؤية
الأرقام تتحدث: حفل التراجع في 2025
أكثر من 62000 وظيفة تم تسريحها بالسوق التكنولوجي فقط خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 ضمن 284 شركة حسب Layoff Tracker Trueup
مايكروسوفت خسرت بين 6000–7000 موظف في مايو وحده عن خطة 3% من مجموع الموظفين العالميين
جوجل ألغت مئات مناصب مايو ضمن استراتيجيتها
ميتا وظّفت نحو 3600 تسريحاً مستهدفة
إنتل واجهت تقليصًا وصف بأنه أكبر بنسبة 20% تقريبًا من قوة العمل
إجمالاً عرف العالم التكنولوجي ذروة تسريحات منذ عام 2020 حسب بيانات شركات الاستشارات الاقتصادية
الآثار الإنسانية والاجتماعية
تزايد مستوى القلق النفسي المهني
يتحول مجتمعات مثل Blind وReddit من مصادر تواصل وأفكار إلى أماكن مشحونة بالتوترات بسبب مخاوف فقدان الوظيفة وتراكم حماس المنافسة
توطيد الضغوط المؤسسية
الاستقالة الطوعية أو تقنية الأداء باتت الأساليب المعتمدة لإنهاء الخدمة دون عزل مباشر ما يزيد من توترات الاستقرار الوظيفي ويولد شعورًا بأن قوة العمل أصبحت عرضة للمراجعة الدائمة
إعادة توازن القوة المهنية
إعادة الهيكلة الحالية قد تؤدّي لانحسار بعض التخصصات القديمة مثل المبيعات التقليدية أو الإدارية مقابل نمو فرص في الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات والأمن السيبراني
ما التالي؟ هل جعلت الشركات شوكها؟
استمرار ضغوط التكلفة ما لم تنعكس مؤشرات الاقتصاد الإيجابية خفض التضخم إعادة النمو سيتم الدفع نحو تقليصات إضافية
تحوّل تدريجي نحو الذكاء الاصطناعي الشركات تعيد تجميع فرقها لتطوير وتطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي إما داخليّاً أو عبر شراكات
نهاية موجات تسريحات الفترة الماضية؟ رغم تراجع الأرقام مقارنة بإحصاءات 2023–2024 فإن الاتجاه يعكس ضبطاً وليس ارتياحاً نهائيّاً وقد تتباطأ الموجة لكنها لن تنتهي في المدى المنظور
كيف يؤثر ذلك على السوق والباحثين عن عمل؟
أ. اتجاه نحو المهارات المتقدمة
المطلوب اليوم مهارات تقنية رفيعة في مجالات طورتها الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي تعلم الآلة الأمن السيبراني والحوسبة السحابية
ب. الحاجة إلى المرونة والتعلّم المستمر
قد يتعين على القوى العاملة أن تتعلم تكنولوجيا جديدة أو تتحول بين أقسام داخلية ضمن نفس الشركة
ج. الخيارات متاحة أكثر خارج وادي السيليكون
مراكز الذكاء الاصطناعي تنمو في دول مثل الهند وأوروبا الشرقية حيث تكلفة التوظيف أقل ما يشي بأن فرصاً جديدة قد تعوض التقلص الأمريكي
✍️ خاتمة: الرسم البياني لمستقبل التكنولوجيا
هذه الموجة من التسريحات في سنة 2025 ليست أزمة استثنائية بل إصلاح طبيعي بعد فورة التوظيف في ذروة الجائحة ومع ذلك فإنها تحمل معها تحديات بشرية واجتماعية وتفرض على الباحثين عن فرص عمل جديدة التفكير الاستراتيجي والتعلم المستمر والانخراط في المهارات التي تشكل مستقبلاً
إن استجابة الشركات لمعدلات التضخم وأزمة التكلفة وخيار التركيز على الذكاء الاصطناعي يشي بأن السنوات القادمة ستشهد تسارعاً في هيكلة القوى العاملة وربما انقلاباً صامداً يتخطى منطق التسريح ويعتمد على التكيف والتطوير المهني الحقيقي
الاسالة شائعة
لماذا تقوم شركات التكنولوجيا الكبرى بتسريحات في 2025؟
تقوم شركات التكنولوجيا بتسريحات في 2025 نتيجة لتغيرات اقتصادية مثل التضخم وتركيز الشركات على الذكاء الاصطناعي وإعادة الهيكلة بعد التوسع الكبير الذي حصل بعد جائحة كورونا.
ما هي الشركات التي قامت بتسريحات موظفين في 2025؟
شملت موجة التسريحات شركات مثل مايكروسوفت جوجل أمازون ميتا إنتل HP لينكدإن ديزني وغيرها من عمالقة التكنولوجيا.
كم عدد الموظفين الذين تم تسريحهم في قطاع التكنولوجيا عام 2025؟
تم تسريح أكثر من 62,000 موظف خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 وفقًا لإحصائيات Layoff Tracker Trueup.
ما هو تأثير هذه التسريحات على الباحثين عن عمل؟
أثرت هذه التسريحات على الباحثين عن عمل من خلال زيادة المنافسة على الوظائف وفرض الحاجة إلى مهارات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والحوسبة السحابية.
هل التسريحات في قطاع التكنولوجيا ستستمر؟
نعم تشير الاتجاهات إلى أن موجة التسريحات قد تستمر طالما بقيت التحديات الاقتصادية قائمة مع تحول تدريجي نحو الاعتماد الأكبر على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتخصصات الرقمية.