![]() |
في كل عيد ننتظر رسائل الأحباب التهاني المليئة بالود وتلك الروابط التي تبدو بريئة... لكن في السنوات الأخيرة بدأت هذه الروابط تأخذ منحى خطير أصبح من المعتاد أن تصلك رسائل فيها اضغط هنا للحصول على هدية العيد أو تهنئة خاصة لك من البنك الفلاني... وكل ما تحتاجه هو نقرة واحدة لكن خلف هذه النقرة هناك أحيانًا فخ رقمي مدروس بعناية
ولأننا كبشر بطبعنا نحب المجاملة والتواصل في المناسبات غالبًا ما نضغط دون أن نفكر وهنا تبدأ المشكلة
قصة واقعية ضحية رسالة تهنئة
قبل عامين تلقى سامي – وهو موظف في أحد البنوك – رسالة تهنئة عبر واتساب من رقم يبدو مألوفًا الرابط كان بسيطًا تهنئة بعيد الأضحى من إدارة البنك لم يشك في شيء فتح الرابط وظهرت له صفحة تطلب منه تسجيل الدخول بحسابه البنكي ليحصل على هدية العيد وبالفعل كتب بياناته البنكية بحسن نية خلال دقائق كانت محفظته قد فرغت وسحب أكثر من 12 ألف ريال من حسابه
سامي لم يكن الأول ولن يكون الأخير المشكلة ليست في الرسائل وحدها بل في طريقة تعاملنا معها
لماذا تنتشر روابط الاحتيال في الأعياد؟
الأعياد تمثل فرصة مثالية للمحتالين الناس يكونون في حالة فرح أقل حذرًا ويتوقعون تلقي تهاني وهدايا هذه بعض الأسباب التي تجعل من موسم العيد بيئة خصبة للاحتيال
- زيادة الرسائل والضجة الرقمية يصعب التمييز بين الحقيقي والمزيف وسط سيل التهاني
- الثقة الزائدة كثير من الروابط تأتي من أرقام معروفة تم اختراقها
- الطمع الطبيعي لدى البعض عبارة مثل ربح فوري أو قسيمة شراء مجانية تكفي لتحفيز فضولك
أنواع الروابط المزيفة الأكثر شيوعًا
ليس كل رابط احتيالي يبدو معقدًا أو غريب الشكل في الحقيقة بعضها مصمم بإتقان ليبدو وكأنه موقع رسمي إليك أكثر الأنواع شيوعًا
- صفحات التهاني الوهمية
تطلب منك إدخال اسمك أو رقمك ليُظهر لك بطاقة تهنئة باسمك أحيانًا لا تطلب أكثر من ذلك لكنها تُحمل برمجيات تجسس على جهازك - هدايا العيد والجوائز الوهمية
شركة الاتصالات تقدم لك 5 جيجابايت مجانًا بمناسبة العيد... جملة مغرية لكنها غير صحيحة بمجرد الضغط تُطلب منك بيانات أو يُثبت ملف خبيث - استمارات السحب على الجوائز
وهذه الأكثر خبثًا تطلب معلوماتك الشخصية اسمك بريدك رقم هاتفك وأحيانًا عنوانك قد لا يُسحب منك مال فوري لكن تُباع بياناتك لاحقًا في السوق السوداء - روابط تحويل الأموال الزائفة
تبدو كأنها من صديق يرسل لك حوالة لكن بمجرد فتحها يتم تثبيت فيروس يلتقط كل ما تكتبه من كلمات السر إلى بياناتك البنكية
كيف تحمي نفسك من الاحتيال الرقمي في الأعياد؟
السؤال الأهم هنا كيف تتعامل مع هذه الرسائل؟ هل تكتفي بالتجاهل؟ أم هناك خطوات عملية يمكن اتخاذها؟ إليك بعض النصائح الواقعية والبسيطة
- لا تضغط على أي رابط إلا إذا كنت متأكدًا من مصدره
اسأل نفسك دائمًا هل هذا الرابط متوقع؟ هل أرسل لي هذا الشخص روابط مشابهة من قبل؟ وهل النص مكتوب بطريقة احترافية أم فيها أخطاء واضحة؟ - تحقق من عنوان الموقع
غالبًا ما تكون الروابط الاحتيالية مريبة مثال bankk-saudii بدلًا من banksaudi مجرد تغيير حرفين كافٍ لخداعك - استخدم تطبيقات الحماية
العديد من تطبيقات الهواتف الحديثة تحتوي على حماية ضد الروابط الضارة مثل Google Play Protect أو Microsoft Defender أو تطبيقات مشهورة مثل Bitdefender وNorton لا تهملها فهي تنبهك أحيانًا قبل أن تنقر - فعّل التحقق الثنائي على كل حساب
حتى لو سُربت معلوماتك لن يتمكن أحد من الدخول إلى حساباتك بسهولة طالما كان التحقق بخطوتين مفعّلًا اجعل رقم هاتفك وبريدك الآمن جزءًا من الحماية - كن متشككًا بشكل صحي
القاعدة الذهبية إذا بدا العرض جيدًا جدًا ليكون حقيقيًا فغالبًا هو غير حقيقي لا شيء مجاني تمامًا على الإنترنت خاصة في المواسم
المحتالون يتطورون... فكن أذكى
المشكلة اليوم ليست في أن المحتالين هواة بل إنهم أذكياء جدًا بعض الرسائل تُكتب بلغة راقية وبعض المواقع تبدو حقيقية لدرجة مدهشة بل إن هناك من يستخدم شعارات بنكية حقيقية وألوان مطابقة للموقع الرسمي
في إحدى الحالات انتشر رابط على فيسبوك في أحد الجروبات بعنوان احصل على كوبون شراء من نون بمناسبة العيد والصفحة تبدو مطابقة للموقع الرسمي آلاف الأشخاص أدخلوا بياناتهم – ومنهم من أدخل تفاصيل بطاقته البنكية مباشرة دون تفكير
لا تكن ضحية تعلّم مشاركة التوعية
الحماية لا تبدأ وتنتهي بك وحدك شارك التوعية إذا وصلك رابط مريب لا تتجاهله فقط بل نبّه من حولك لا تستهزئ بمن يقع في الفخ لأن أي شخص يمكن أن يكون الضحية التالية
في العيد الماضي أنقذت رسالة تحذيرية من أحد أصدقائي على جروب العائلة الكثير من الأذى أحد الأقارب كان على وشك الضغط على رابط مشابه لكنه تراجع بعد أن قرأ التحذير كلمة واحدة يمكن أن تغيّر كل شيء
المحتوى المزيف ينتشر أسرع من الحقيقة
وفقًا لدراسة من MIT الأخبار الكاذبة والمحتوى المزيف ينتشر أسرع بـ70% من الأخبار الحقيقية على مواقع التواصل والروابط الاحتيالية تستفيد من هذا تمامًا فهي مصممة لتثير فضولك تجذبك بعنوان جذاب وتعدك بشيء مجزي
ومن هنا تأتي أهمية أن تتوقف قبل أن تشارك أي شيء لا تكن سببًا في إيذاء غيرك دون أن تدري
ماذا تفعل إذا ضغطت على رابط مريب بالخطأ؟
لا داعي للذعر لكن هناك خطوات ضرورية يجب اتخاذها فورًا
- افصل الإنترنت مباشرة لمنع إرسال أو استقبال أي بيانات من الجهاز
- افحص الجهاز باستخدام مضاد فيروسات موثوق استخدم فحصًا كاملًا
- غيّر كلمات المرور فورًا خاصة للحسابات المرتبطة بالجهاز
- تواصل مع البنك أو الجهة المعنية في حال أدخلت أي بيانات مالية
- بلّغ عن الرابط سواء عبر Google Safe Browsing أو مواقع الحماية المحلية
ختامًا الوعي هو خط الدفاع الأول
قد تتغير الأساليب وتتطور أدوات الاحتيال لكن شيء واحد يبقى ثابتًا إذا كنت واعيًا ومدركًا فأنت أقل عرضة للوقوع ضحية لا تسمح لحماسك بالعيد أن يضعف حذرك
احتفل شارك التهاني لكن افعلها بذكاء لأن كل عام وأنت بخير الحقيقية لا تأتي برابط غريب ولا تطلب منك إدخال رقم بطاقتك البنكية
الاسالة شائعة
كيف يمكنني التمييز بين روابط التهاني الحقيقية والمزيفة في الأعياد؟
يمكنك التمييز عبر التحقق من مصدر الرسالة، مراجعة عنوان الرابط والتأكد من خلوه من الأخطاء، وعدم الضغط على الروابط المشبوهة أو التي تطلب معلومات شخصية أو بنكية.
ما هي الخطوات التي يجب اتباعها إذا ضغطت على رابط احتيالي بالخطأ؟
يجب فصل الإنترنت فوراً، فحص الجهاز بمضاد فيروسات موثوق، تغيير كلمات المرور للحسابات المرتبطة، والتواصل مع البنك أو الجهات المعنية للإبلاغ واتخاذ الإجراءات اللازمة.
هل توجد طرق حماية فعالة لمنع الوقوع في فخ الروابط الاحتيالية؟
نعم، استخدام تطبيقات الحماية مثل Google Play Protect، تفعيل التحقق الثنائي على حساباتك، وعدم الضغط على أي رابط غير موثوق، إضافة إلى التوعية المستمرة هي أفضل وسائل الحماية.
لماذا تنتشر روابط الاحتيال بشكل أكبر في مواسم الأعياد؟
لأن الناس يكونون في حالة فرح واهتمام بالتهاني والهدايا، مما يجعلهم أقل حذرًا وأكثر عرضة للضغط على روابط تبدو بريئة أو مغرية، بالإضافة إلى كثرة الرسائل الرقمية في هذه الفترات.
كيف يمكنني مساعدة الآخرين في تجنب الاحتيال الرقمي خلال الأعياد؟
يمكنك مشاركة التوعية والتحذير من الروابط المشبوهة مع العائلة والأصدقاء، وعدم الاستهزاء بمن يقع في الفخ، لأن نشر المعرفة يقلل من عدد الضحايا.