![]() |
ربما لم يتوقع أحد أن اللحظة التي طال انتظارها ستأتي بهذه الطريقة الهادئة لكن أخيراً قررت شركة إنستجرام إطلاق تطبيق رسمي مخصص لأجهزة آيباد هذا الإعلان الذي جاء بعد سنوات من التساؤلات والطلبات المتكررة من المستخدمين يمكن اعتباره خطوة تاريخية في مسار منصة التواصل الاجتماعي الأشهر في عالم مشاركة الصور والفيديوهات القصيرة
على مدار سنوات كان مستخدمو أجهزة آيباد يعانون من تجربة ناقصة نوعاً ما
ورغم أن الآيباد جهاز قوي ومثالي لاستهلاك المحتوى البصري إلا أن تطبيق إنستجرام الرسمي ظل محصوراً في تصميم مخصص للهواتف مع واجهة غير مستغلة بشكل جيد لشاشات أكبر النتيجة؟ ملايين المستخدمين يلجؤون لنسخ معدلة أو لاستخدام نسخة الويب أو حتى يتركون المنصة في أوقات كثيرة لأن التجربة لم تكن مريحة
اليوم تغير كل ذلك بشكل واضح
لماذا تأخر إنستجرام كل هذه السنوات؟
السؤال الذي طرحه الملايين لماذا لم يكن هناك تطبيق إنستجرام رسمي للآيباد طوال هذه المدة؟ الإجابة ربما لا تكمن في جانب تقني فقط بل أيضاً في استراتيجية الشركة نفسها إنستجرام منذ أن استحوذت عليها ميتا فيسبوك سابقاً ركزت على التوسع في الفيديوهات القصيرة Reels والتجارة الإلكترونية والإعلانات ولم يكن تطوير تجربة مخصصة للآيباد أولوية واضحة لديهم
لكن الحقيقة أن السوق تغير الآن ملايين المستخدمين يستخدمون الآيباد في كل شيء التصميم التحرير متابعة المحتوى وحتى التصوير الاحترافي ومع دخول المنافسة القوية من تيك توك وسناب شات ويوتيوب شورتس باتت أي نقطة ضعف في تجربة المستخدم تشكل تهديداً حقيقياً إنستجرام لم تعد تستطيع أن تتجاهل جمهورها الذي يطالب بتطبيق رسمي محترم للآيباد خصوصاً مع نمو مجتمع صناع المحتوى المحترفين الذين يحتاجون شاشة أكبر وميزات إنتاجية مريحة
أبرز مميزات النسخة الجديدة من إنستجرام للآيباد
إطلاق التطبيق لم يكن مجرد نقل واجهة الهاتف إلى شاشة أكبر بل حاولت الشركة — ولو بشكل تدريجي — أن تقدم تحسينات عملية ومن بين المميزات التي لاحظها المستخدمون الأوائل
- واجهة متوافقة مع حجم الشاشة أخيراً باتت التصفح وتجربة مشاهدة الصور والفيديوهات مريحة إذ يتم استغلال حجم الشاشة بشكل أفضل
- تحسين تجربة Reels الفيديوهات القصيرة تظهر بجودة أعلى ووضوح أنسب مع إمكانية التحكم والتنقل بشكل أسرع مقارنة بالنسخ القديمة أو نسخة الويب
- تعدد المهام Split View دعم الوضعية الجانبية Split View في iPadOS يمنح المستخدم القدرة على استخدام إنستجرام بجانب تطبيق آخر مثل تحرير الصور أو الرد على الرسائل
- تحسين الرسائل الخاصة DMs واجهة الرسائل أصبحت أشبه بتجربة تطبيق ماسنجر سهلة وسريعة مع دعم كامل لإرسال الصور والفيديوهات والروابط
- استقرار الأداء سرعة التطبيق وتحميل المحتوى أفضل بكثير من الاعتماد على نسخة الويب التي كانت تعاني أحياناً من بطء أو مشاكل في التحميل
تأثير التحديث على صناع المحتوى
هذه الخطوة تعتبر نقطة تحول لصناع المحتوى خصوصاً أولئك الذين يعتمدون على إنستجرام لإدارة حساباتهم التجارية أو التسويقية شاشة الآيباد الكبيرة تمنحهم مساحة أكبر للتفاعل مع التعليقات جدولة المحتوى وإدارة الرسائل كما أن تحرير الصور والفيديوهات مباشرة عبر الجهاز نفسه بات عملياً خصوصاً لمن يستخدم تطبيقات مثل Lightroom أو Photoshop على الآيباد
المنافسة بين المنصات خطوة دفاعية أم هجوم استراتيجي؟
قد يبدو التحديث وكأنه مجرد استجابة لمطالب المستخدمين لكنه أعمق من ذلك إنستجرام حالياً تواجه تحديات ضخمة أمام تيك توك الذي جذب الجيل الجديد من المستخدمين بمحتوى سريع وقوي ويوتيوب الذي عزز شورتس بشكل مذهل كل تحسين في تجربة إنستجرام على أجهزة مختلفة هو محاولة لاستعادة ولاء المستخدمين خصوصاً الفئة الإبداعية التي تبحث عن أدوات سهلة وسريعة لإنتاج محتوى متقن
ردود فعل المستخدمين حماس مشوب بالحذر
رغم الترحيب الكبير بهذه الخطوة إلا أن بعض المستخدمين عبّروا عن قلقهم من أن التطبيق ربما لا يقدم كل ما يتمنونه البعض أشار إلى غياب بعض الميزات الاحترافية مثل أدوات تعديل الفيديو داخل التطبيق أو دعم كامل لجميع خصائص إنستجرام بواجهة مخصصة بينما عبّر آخرون عن سعادتهم لأنهم أخيراً سيتركون نسخة الويب غير المريحة
تأثير الخطوة على العلامات التجارية والإعلانات
الشركات والعلامات التجارية التي تعتمد على إنستجرام للتسويق سيكون لديها الآن فرصة أفضل للتفاعل مع متابعيها عبر الآيباد إدارة الحملات الإعلانية الرد على الاستفسارات وحتى تحليل الإحصائيات أصبحت أسهل لأن الجهاز نفسه يوفر تجربة أقرب للحاسوب المحمول مع مرونة أكبر
الجانب التقني ماذا يمكن أن نتوقع مستقبلاً؟
من الناحية التقنية من المتوقع أن تستغل الشركة هذا التطبيق كأساس لإطلاق تحديثات أكبر ربما دمج ميزات الواقع المعزز AR أو تحسين دعم الفيديوهات بجودة 4K أو حتى توفير أدوات إدارة حسابات احترافية تشبه تلك الموجودة في فيسبوك للأعمال الميزة الكبرى أن التطبيق الآن أصبح موجوداً رسمياً أي أن باب التحديثات مفتوح لتطوير تجربة أكثر ثراءً مع مرور الوقت
ماذا يعني هذا لسوق التطبيقات الاجتماعية؟
بشكل غير مباشر هذه الخطوة تفتح الباب أمام باقي المنصات لإعادة التفكير في كيفية دعم أجهزة الآيباد والأجهزة اللوحية في عالم تتسارع فيه التقنيات توفير تجربة متكاملة على جميع الأجهزة أصبح مطلباً أساسياً للحفاظ على ولاء المستخدمين إنستجرام أدركت ذلك متأخراً لكنها لحقت بالركب قبل أن تخسر شريحة مهمة من مستخدميها
الخلاصة خطوة تأخرت لكنها مهمة
قد يرى البعض أن الخطوة متأخرة سنوات وهذا صحيح لكن الحقيقة أن إطلاق تطبيق رسمي للآيباد يمثل انتصاراً للمستخدمين الذين طالبوا منذ وقت طويل بتحسين التجربة والأهم أنه يفتح صفحة جديدة في علاقة إنستجرام مع جمهورها المحترف ويعيد ترتيب الأولويات لتشمل تجربة مريحة على جميع الأجهزة
في النهاية إنستجرام تعلمت درساً مهماً تجاهل طلبات المستخدمين قد يؤخر النجاح لكنه لا يلغي الحاجة والاستجابة أخيراً تعني بناء الثقة من جديد وربما تمهيد الطريق لمستقبل أفضل للمنصة خصوصاً في ظل المنافسة الشرسة بين تطبيقات التواصل الاجتماعي