![]() |
في 6 سبتمبر 2025 أكّدت شركة مايكروسوفت استعادة الاستقرار وخدمة الـ Azure بعد انقطاع مؤقت ناجم عن تلف في كابلات بحرية في البحر الأحمر
هذا الحدث جذب الانتباه إثر تأثيره المحتمل على المرور الرقمي بين آسيا وأوروبا عبر الشرق الأوسط نستعرض في هذا المقال تفاصيل الحادث أسبابه الخطوات التي اتخذتها مايكروسوفت تداعياته على المستخدمين وقطاع الأعمال وكيف يمكن أن يغذّي استراتيجيات الاستمرارية المستقبلية
الخلفية التقنية لماذا البحر الأحمر مهم
يُعدّ البحر الأحمر طريقًا بحريًا استراتيجيًا لعدد من كابلات الألياف الضوئية البحرية التي تربط بين قارات آسيا أفريقيا وأوروبا أي خلل في هذه الكابلات غالبًا ما يؤدي إلى تأخير ملحوظ في استجابة الخدمات السحابية مثل Azure هذه الكابلات تربط مراكز بيانات على طول المسارات العابرة للقارات وأي انقطاع فيها يعني توجيه الحركة الرقمية عبر مسارات أطول وأكثر تعقيدًا الأمر الذي يسبب ارتفاعًا في زمن الاستجابة اللاتنسي وانقطاعًا جزئيًا مؤقتًا
ما حدث فعلًا توجيه حركة البيانات والتعافي
نفّذت فرق الشبكات في مايكروسوفت إعادة توجيه فوري لحركة البيانات إلى مسارات بديلة لضمان استمرار الخدمة بالرغم من التحديات التقنية والسياسية المحيطة بمنطقة البحر الأحمر التي تعرّضت لهجمات متعددة ونتيجة لذلك لم تستعد الكابلات توازنها فحسب بل عادت الخدمات إلى وضعها الطبيعي بعد فترة قصيرة مع مراقبة مستمرة لتحسين التوجيه وتقليص آثار التأخير
تداعيات وتحديات عرضية
- زيادة اللاتنسي للمستخدمين خاصة أولئك الذين يعتمدون على المرور عبر الشرق الأوسط بين آسيا وأوروبا
- ضغط على التوجيه الاحتياطي الكابلات البديلة عادة ما تكون أقل كفاءة مما يؤثر على تجربة المستخدم لبعض الخدمات
- تعقيدات أمنية وسياسية المنطقة معرّضة لهجمات من ميليشيات مسلحة مما يزيد من صعوبة الضغط على السفن المخصصة للإصلاح أو التوصيلات البديلة
استراتيجيات مرونة مايكروسوفت وتوصيات للمستقبل
ما الذي قامت به مايكروسوفت
- رصد حركة المرور لحظة بلحظة وإعادة توجيهها ديناميكيًا
- ضمان أولويات حركة البيانات وتوزيع الحمل بحكمة
- الإسراع في نشر التحديثات بالمواقع المتأثرة إعلاميًا وشفافيًا
نصائح عملية للمستخدمين والشركات
- تنويع البنية التحتية السحابية يمكن استخدام مزودين متعدّدين لتفادي الاعتماد على مسار واحد
- تبنّي أساليب هندسية للتعافي من الكوارث مثل استخدام مناطق تكرار إقليمية Availability Zones وتوزيع البيانات جغرافيًا
- مراقبة الأداء باستمرار خصوصًا في المناطق الحساسة جغرافيًا
- الكشف المبكر والاستعداد للطوارئ مع خطة بدائل قابلة للتنفيذ خلال دقائق
صناعة السحب والاتصالات الرقمية تراقب عن كثب
حادثة البحر الأحمر الأخيرة تذكّر بمدى هشاشة الشبكة التي نعمل من خلالها رغم تقدم التكنولوجيا فمزودي السحابة يعتمدون على بنية تحتية بحرية تحتضن العالم بالكامل لكن هذه البنية قد تكون عرضة للعوامل الجغرافية الجيوسياسية والطبيعية وبسبب هذه المخاطر المستمرة هناك تحوّل ملحوظ نحو
- الاستثمار في كابلات جديدة أو توسيع الشبكات البرّية
- اتفاقيات تحمّل مشترك بين مزودي الخدمات لتحسين السعة الاحتياطية
- تطوير تقنيات توجيه ذكية تقلّل latency عند وقوع مشكلة
خاتمة دروس في المرونة والتنويع
مايكروسوفت نجحت في استعادة خدمات Azure بسرعة وهذا بفضل الإدارة الذكية للشبكة والتخطيط المسبق لاستمرارية الخدمة لكن المهمّ هنا هو الدرس أي بنية تحتية تعتمد على شبكة عالمية تحتاج دائمًا إلى خطط طوارئ قوية وتكامل مع مزودين آخرين على مستخدمي السحابة والشركات أن يراجعوا بشكل دوري بنيتهم ويضمنوا تغيّرات سهلة لو حدثت أية أزمة مستقبلية